وانكشف المستور وسرق منها حجابها! وكشف لنا خبايا أنثى، وتبعثرت أوراق ورداتها، وسرق من الهواء عطرها، وجرحت العيون عنقها، وتخللت نسمات الهواء الخبيثة خصلات شعرها، لكنها لم تدرك في الحقيقة أنها السبب.
☻ محجبة ولكن..
خلعت حجابها يوم الزفاف وكانت عارية الصدر!
وعادت فوضعت قطعة القماش مرة أخرى على رأسها..
ذهبت لأبارك لهما أنا وزوجي، ولأتعرف بها، وجلسنا..
فأتتني وهي تبتسم بصورة الزفاف الرائعة، وتريدنا أن نشاهدها!
بالطبع أغلقتها بعد أن رأيتها وأخبرتها أن زوجي لن يراها لأنها بدون حجاب..
محجبة ولكن نسيت أنها محجبة!
☻ محجبة ولكن..
إقترب موعد وصول أختها من الخليج، أسرعت لإستقبالها بالمطار وسبقها الشوق..
طال الإنتظار لأن الحقائب تأخرت، وأخيرا ظهر وجه أختها الحبيبة وزوجها الأستاذ..
إستقبلتها بالأحضان، وفي وسط الزحام، إحتضنت زوج أختها وألصقت صدرها بصدره!
ولف ذراعه حولها ووضعت شفتيها على وجهه وطبعت قبلة على وجنتيه..
محجبة ولكن نسيت أن زوج أختها محرم عليها تحريم مؤقت!
☻ محجبة ولكن..
فرح وزفاف كبير وهي من الحضور..
الكل متأنق..
الكل سعيد..
الكل يصفق ويغني..
والموسيقى صاخبة..
فقرات عمودها الفقاري إهتزت وتزلزلت..
قامت أمها وجذبتها من يدها وقالت لها: إفرحي وعيشي سنك!
فدخلت وهزت وإهتزت وضحكت وقهقهت وللأسف أشار البعض وهو يضحك ساخرا ليس منها..
ولكن من الحجاب!
وهل أنت سعيدة الآن؟.
☻ محجبة ولكن..
خرجت بتنورتها السوداء الطويلة وطرحة كبيرة تغطي صدرها لكنها وهي تركب السيارة رفعت ساقا لتدخل السيارة، فارتفع طرف العباءة فظهرت نصف ساقها البيضاء ونظر كل من كان يمر ورأى ساقها...
☻ محجبة ولكن..
إشترت عباءة سوداء أكمامها واسعة تظهر نصف الذراع، بل الذراع كله، كلما رفعت يدها لتحك أنفها أو تحيي صديقاتها يظهر.
لا تظنوا أنها لا تعرف، بل هي تعلم يقينا أن الأكمام واسعة، لأنها إرتدت من قبل أكماما من الدانتيل لفستان أسود رائع في حفل بفندق كبير...ولكن بدون بطانة للأكمام..
محجبة ولكن كاسية عارية...
☻ محجبة ولكن..
صدر العباءة واسع، والطرحة شفافة...فرصة!!
نعم فرصة لترتدي العقد الرائع الذي تملكه فهو أروع وهو على بشرتها مباشرة، وسيكون خلابا وهو تحت الطرحة الشفافة..
وربما لو لفتَّ نظرها برفق، تنظر إليك بشذر، فتشعرك بالذنب وكأنك أنت المخطيء.
☻ محجبة ولكن..
ترتدي بنطالا ضيقا وعليه قميص للركبة.
ولو ناقشها أحد نظرت إليه بغضب، وقالت: يا معقدة البنطال يسترني أكثر من العباءات..
وفجأة جلست فتقلص البنطال والتف حول ساقيها فأظهرهما مجسمتان ولأنها عاشت بحرية وتصرفت بحرية، أصبحت تجلس كالرجال، فاتحة ساقيها، أو رافعة إحداهما على الأخرى للأعلى..
والمصيبة لو إنحنت لتحمل طفلا أو حتى لترتدي الحذاء.
والمشكلة أن منهن سمينات، ولا زال الإصرار على البنطال مستمر.
وكأنها ندمت على إرتدائها للحجاب.
☻ محجبة ولكن..
وقفت بعد أن إستعدت للخروج ونظرت لوجهها يمينا فيسارا، ورأت أنها أجمل لو أظهرت بعضا من شعر مقدمة رأسها.. فأزاحت طرحتها، وشمرت ذراعيها ليظهر لون بشرتها، وأخيرا وضعت العطر الرائع النفاذ الذي يدير رأس الشباب، وخرجت بعد أن إبتسمت للمرآة.. وإبتسم الشيطان.
☻ محجبة ولكن..
وقفت تنادي على صديقتها بالجامعة بصوت عالٍ جدا، فالتفت الجميع لمصدر الصوت..
وأتبعته بضحكة عاليه فالتفتوا مرّة أخرى، وكيف لا تفعل وقد إعتادت على رؤية أمها من قبل توبخ أخاها الصغير وسط الطريق بصوتها الجهوري، وربما تجادل البائع بصوت أعلى، وكأن الحجاب قماشة فقط.
☻ محجبة ولكن..
تدخل الإنترنت فتنسى كل شيء..
تدلل هذا، وتضحك مع هذا، وتضع آلاف الجمل اللفظية التهكمية والضاحكة، والتي لا تجرؤ على التلفظ بها أمام أبيها أو زوجها إن كانت متزوجة، وربما أيضا لا تجرؤ أن تقولها لفلان هذا لو رأته وجها لوجه وهي لا تعرفه في مكان عام.
ولها من القفشات والوشوش الضاحكة في توقيتات غير مناسبة مع فلان وعلان ما يجعل الجميع يقف ليضحك، لكنه في النهاية لن يحترمها.. لكنها للأسف محجبة!
☻ محجبة ولكن..
ترتدي البادي وفوقه أي شيء.. حتى لو كان شبكة لا تستر شيئا وهي تظن أنها مستورة.
☻ محجبة ولكن..
تنظر لمن يحدثها بجرأة، وتنقل نظراتها بدلال بين عينيه، حتى تشغله بها وربما يصحب كلامها صوتها حنونا وحوارا دافئا.. إنه زميل العمل، وفي النهاية هي محسوبة من المحجبات!!
☻ محجبة ولكن..
تجلس بجوار رفيق العمل وتشكو له من زوجها، وتخبره عن أسرارها حتى يألفها فيبدأ بفتح قلبه وربما تعرف تفاصيلا دقيقة، ودردشة طويلة، تأنس به ويأنس بها، لكنه في النهاية لن يصحبها إلى قبرها، حتى لو كانت عيناها عسلا وشفتاها شهدا، حتى لو كانت إبنة القمر.
☻ محجبة ولكن..
تدخل بإسم مستعار وتبدأ التشات.. وتحب.. وتنخرط في علاقة.. وتتبعها بإنفعالات، وربما بعد أن تنتهي تقوم فتلبس الحجاب وتذهب إلى الفقراء فتعطيهم الصدقة لتحجب عنها نار يوم القيامة، ترى لماذا لم يحجب حجابها عنها هذه الفتنة؟!
☻ محجبة ولكن..
حنجرتها لولبية ويختفي صوتها الغليظ فقط عندما تحدث الشباب، وينقلب إلى صوت القطط فتبدأ بالمواء عندما تمسك الهاتف!!
وماهرة هي لأنها تصحبه ببحة أحيانا.. فنانة!
ترى لماذا يتغير التردد؟.. أليست نفس الموجة؟!
صور ربما رأيتها وأراها وسنراها جميعا، جعلتني أعلم يقينا أن هناك خللا.. وأن معنى الحجاب الحق غير مفهوم وربما لا يفهمه أيضا بعض الرجال.
فهل هؤلاء محجبات؟.
أم هن محجبات ولكن؟!
الكاتب: د. حنان لاشين.
المصدر: موقع رسالة المرأة.